يقول المُصنِّف رَحِمَهُ اللَّهُ: [فالله تَعَالَى موصوف بأنه بكل شيء عليم أزلاً وأبداً] الأزل والأبد كلمتان متقابلتان تطلقان عَلَى أمرين متقابلين، فالأزل يطلق عَلَى ما ليس له ماضي ولا بداية له، والأبد يطلق عَلَى ما لا نهاية له.
فلا بداية لعلم الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، فلم يكن الله عَزَّ وَجَلَّ في وقت من الأوقات جاهلاً بأي شيء كَانَ أو سيكون، ثُمَّ تجدد أو حصل أو بدا له علم في هذا الشيء، وكذلك لا يأتي عليه جل وعلا وقت يكون فيه لا يعلم بعض الأشياء، أو ينسى بعض الأشياء، ثُمَّ يقول المصنف: [لم يتقدم علمه بالأشياء جهالة] وكلمة "علمه" هنا مفعول و"جهالة" فاعل، فالجهالة لم تتقدم علم الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى، بل هو عليم منذ الأزل وإلى ما لا نهاية كما قال تعالى: ((وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً)) [مريم:64] أي: لم ينسَ الله تَعَالَى فيما مضى أمراً أو شيئاً قد علمه، وكذلك لا ينسى الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى في المستقبل أمراً يعلمه الآن، أو فيما مضى